تسلل الخوف لأبن الثامنه مؤيد وهو يعبر الطريق للمدرسته صباحاً وغزة تشتعل نيراناً و دم ...
لكنه كلما تذكر حلم أنه حين يكبر سيكون يوماً طبيباً ويعود للدار ليكشف عن أبيه المريض ويعالجه و بأنه حين يكبر وحين يشاهد جريح عدوان الظلم يداويه ...كان طموحه نبيل في غاية النبل حلم بريء بأن يداوي كل فلسطيني عرفه أو لم يعرفه رغم أنه ليس عيب لو حلم أنه يحمل بندقيته ويطرد الظالمين من أرضه ... لكنه رأى أن مداوة الجرح أولاً لعل الشرخ يلتم أولى من أي قضية .. رفع رأسه وشاهد مكتوباً على الجدار آية قرآنية ( إن تنصروا الله ينصركم ) ... سأل نفسه ببرائه لماذا لا ننصره ونرتاح ؟!
تذكر موعد المدرسة و عبر الشارع ... رصاصةً ظالمة قاسية جاهلة غير مدركه تذهب تجاه مؤيد ...
وقبل أن تصيبه توقفت أمامه !!
نظرت إليه متسائلةً وقائلةً : يا هذا لماذا رموني عليك ؟!
قال بكل برائه : وهل تتحدثين ؟
قالت : وهبني الله العقل الآن واللسان لأسألك هل أصيبك أم أذهب عنك ؟
قال : من أي مكاناً أتيت ؟
قالت: لست أدري من أي ظالماً أو من أي طريقاً أتيت .. فأنا طوع كل فاشل وطامع وكل من سلب عقله لأقتل بلا هواده أنا كنت جماداً حين من بندقيته هربت لكنني ...
قال: لكن ماذا من رماك علينا ؟
صمتت وأكملت مشوارها التائه وفقدت عقلها وتلتها أخرى في جسد مؤيد ...
ومات الحلم بمن يلملم جراح أهله .... رحمة الله عليك يا مؤيد ...